جعل اللّه للإنسان العقل لكي يفكّر ويعرف الصّواب والخطأ، وجعل له النّفس لتشتهي، فالعقل لم يخلق إذن ليشتهي ولكنه خلق ليهدي ويدلّ، والنّفس هي التي خلقت لتشتهي وتحبّ وتكره وتفرح وتحزن، والعقل يرشدها للصّحيح والسّقيم. والكتاب الذي بين أيدينا يحلّل النّفس البشريّة بشكل عميق وعجيب، ويوضّح لنا العلاقة بين العقل والنّفس، وحقيقة كلّ واحد منهما وخصائصهما، ويحدّثنا عن العقول الذكيّة والنّفوس القويّة، ونقص المعلومة وأثره في العقل، والمؤثّرات في العقول وأنواعها، وكيف أنّ ميل النّفس إلى شيء مؤثّر في ضبط العقل له.