يعتبر موضوع التنمية والتخلف هو أكثر الموضوعات التي خدعت الشعوب المنهوبة، يمكنك ببساطة أن ترصد عمليات النهب والسيطرة على ثروات البلاد باسم التنمية، والفاعل طبعًا هو الغرب وأوروبا، ومن هنا نكتشف أن عمليات التنمية مرتبطة بالفكر والأيديولوجيا بشكل كبير، وأنها تخفي خلفها الكثير من الأطماع وخصوصًا الغربية. والكتاب الذي بين يدينا يتتبع الانقلابات والتحولات التي شهدها الفكر الاقتصادي فيما يخص التنمية والتخلف خلال خمسة قرون، ويكشف لنا الدكتور جلال أمين أن كثيرًا من النظريات والمدارس الاقتصادية التي يحتفي بها الناس، ما هي إلا نظريات أيديولوجية تعبر عن أصحابها، أو بعبارة أخرى، هي أقنعة تخفي خلفها الوجوه الحقيقية للسلب والنهب والاستحواذ والسرقة، ويتكون الكتاب من 13 فصلًا، تناول خلالها المؤلف عددًا كبيرًا من الموضوعات، أبرزها: التنمية كتراكم للذهب والفضة، فكر التنمية بين السابق والمسبوق، التنمية الرأسمالية كشرط للاشتراكية، خمسة وسبعون عامًا من إهمال التنمية، ميلاد العالم الثالث، زيادة الدخل أم إعادة توزيعه، من الانطواء على النفس إلى الانفتاح على العالم، دور الدولة في التنمية، التكامل الاقتصادي، عوامل التنمية الاقتصادية، إعادة اكتشاف الفقر، التكييف الهيكلي.