أصبوحة 180

لأن القراءة ضرورة وليست هواية

التطوع أثرٌ ومآثر

كاتب المقال: Souhila Tourki

2022-11-24


.
وقعُ الكلمات الطيّبة على الشّخص الحزين مُنتهاها بالتأكيد السّرور بعد سماعها، وهذا بحدّ ذاته مَدعاة للفرح لقائلها! كونه قد ساهم في ابتسامةٍ واستفاقةٍ من ظلام، وكذلك الحال مع المتطوّع؛ حيث يكون سعيُه المستمر أن يترك أثراً طيّباً وراء خطواته.
إنّ التطوّع خدمة إنسانية خيرية لمدّ يد العون لكلّ الأيادي، تكتنف داخلها أرقى مَعاني الإخاء والتضافر والتكاتُف، حاملةً همّ كلّ شخص ٍ يحتاج إلى مدَد.
فهو الوَجه الآخر للعَطاء والبَذل وتنمية مهارات الاتصال الفعّال بين النّاس.
وكما بقية الخدمات الأخرى فهو بوّابة لعدد من الأفكار لا يُمكن حصره أو تضييقُه في بوتقة واحدة، فما أهم أنواعه ومجالاته التّي تندرِج تحته؟ وما آثاره على النّفس؟
ينبني التطوّع على تقديم المساعدة بلا شروط وبلا تفكير بالمتاعب، وبقلب داعم مُساهم بالفائدة أينما حلّت، ومن أجمل ميزاته كذلك؛ اتّساع الأماكن التّي يَطالُها، فهو بوّابة لولوج عالم الخير الذي لا تنتهي حكاياته، فمن فُروعه نجد:

١ـ التطوّع المادي؛ ويتمثّل في التكفّل بالميزانيات وإدارتها وتوجيهها في الأماكن الصّحيحة.
٢- التطوُع الذّهني؛ والذي يُقدّم فيه الفرد طاقاته الفكرية والعقلية وخبراته من أفكار وخطط.
٣- التطوّع البدني؛ والذي يظهر في العمل الجسدي، بالقيام بأعمال مختلفة في شتّى احتياجات الحياة الاجتماعية.
٤- التطوّع الإلكتروني؛ وهذا النوع بالتحديد ظهر حديثاً مع التقدّم التكنولوجي وضرورات العصر التّي نشهدها اليوم، كتخصيص بعض الوقت للتعليم عن بعد، والتدريب والتأهيل.

وبُحكم رحابة أنواعه وكثرتها؛ كانت مجالاته أيضاً متعدّدة الجوانب، من ضمنها: المجال الصّحي والاجتماعي؛ كالأماكن العامة كالأحياء والتجمّعات التّي تستفيد من خدمات المتطوّعين بالتنظيف والتنظيم والإشراف على غيرها من الفعاليات الثقافية المفيدة، كالتشجير وزيارة المستشفيات والمدارس والمناطق النائية؛ لإمدادهم بما يحتاجون، والحِرص على الحضور في المناطق المُتضررة جرّاء حروب أو كوارث للإسعاف أو الإعانة أو المؤازرة.
وكل هذه الحقول المتنوّعة التّي تختلف حسب الحاجة للالتحاق بها تنعكس في آثار جميلة على نفس الإنسان، أوّلها نيل الأجر والثواب من اللّٰه تعالى، وما أجمله من فخر نيل رضى اللّٰه سُبحانه وتعالىٰ.
في تعويد الجسم على الشّغل؛ استدراج لقيمة الصّبر على مشاق الأعمال وابتعاد عن كسل وخمول اللّذان يُصاحبان الفراغ والجلوس دون أيّ فعل؛ وبالتالي كسب فائدة إشغال النّفس عن توافه الأمور وعن أيّة أفكار سيّئة وسوداوية خاصّة في فترة المراهقة، واستغلالاً للوقت الذي غالباً ما يضيع هباءً -سواءً في الحياة الواقعية أو المنصات الافتراضية- فامتلاء اليوم بالمهام يصقُل المَهارات لأحسِنها وإن قلّت، والتعمّق داخل المنظّمات التطوّعية يشدّ بقوّة أواصر ومتانة الرّوابط الاجتماعية، بالخروج الميداني لرؤية الواقع الحقيقي في الشوارع ومعرفة ظروف الناس للتخلّص من صفة الشّكوى المتكرّرة من الحال التّي يقع فيها المرء أحياناً، ونتيجة ذلك تعلّم المسؤولية لتكوين شخصية ناضجة.
إنّ استثمار الطاقات الشبابية في مواقع ريادية ذات صدى خيري هو من أهمّ ما يجب على أولياء الأمور والمسؤولين فعله وتفعيله للظّفر بجنى مُثمر في الأمّة تأطيراً وتوجيهاً لهم في الطرق الصّحيحة، ولكي تنعكس هذه المآثر إيجاباً في تصرّفاتهم وتزهو إنجازاتهم في فرح غيرهم وتبقى أثراً جميلاً بعد رحيلهم.
.
#ملاحظة: المقال يعبّر عن رأي كاتبه فقط، وليس بالضرورة عن رأي المشروع أو الصفحة.
.
#مقال_تثقيفي
#بعنوان: التطوّع .. أثرٌ ومآثر
#بقلم: Souhila Tourki
.
وقعُ الكلمات الطيّبة على الشّخص الحزين مُنتهاها بالتأكيد السّرور بعد سماعها، وهذا بحدّ ذاته مَدعاة للفرح لقائلها! كونه قد ساهم في ابتسامةٍ واستفاقةٍ من ظلام، وكذلك الحال مع المتطوّع؛ حيث يكون سعيُه المستمر أن يترك أثراً طيّباً وراء خطواته.
إنّ التطوّع خدمة إنسانية خيرية لمدّ يد العون لكلّ الأيادي، تكتنف داخلها أرقى مَعاني الإخاء والتضافر والتكاتُف، حاملةً همّ كلّ شخص ٍ يحتاج إلى مدَد.
فهو الوَجه الآخر للعَطاء والبَذل وتنمية مهارات الاتصال الفعّال بين النّاس.
وكما بقية الخدمات الأخرى فهو بوّابة لعدد من الأفكار لا يُمكن حصره أو تضييقُه في بوتقة واحدة، فما أهم أنواعه ومجالاته التّي تندرِج تحته؟ وما آثاره على النّفس؟
ينبني التطوّع على تقديم المساعدة بلا شروط وبلا تفكير بالمتاعب، وبقلب داعم مُساهم بالفائدة أينما حلّت، ومن أجمل ميزاته كذلك؛ اتّساع الأماكن التّي يَطالُها، فهو بوّابة لولوج عالم الخير الذي لا تنتهي حكاياته، فمن فُروعه نجد:

١ـ التطوّع المادي؛ ويتمثّل في التكفّل بالميزانيات وإدارتها وتوجيهها في الأماكن الصّحيحة.
٢- التطوُع الذّهني؛ والذي يُقدّم فيه الفرد طاقاته الفكرية والعقلية وخبراته من أفكار وخطط.
٣- التطوّع البدني؛ والذي يظهر في العمل الجسدي، بالقيام بأعمال مختلفة في شتّى احتياجات الحياة الاجتماعية.
٤- التطوّع الإلكتروني؛ وهذا النوع بالتحديد ظهر حديثاً مع التقدّم التكنولوجي وضرورات العصر التّي نشهدها اليوم، كتخصيص بعض الوقت للتعليم عن بعد، والتدريب والتأهيل.

وبُحكم رحابة أنواعه وكثرتها؛ كانت مجالاته أيضاً متعدّدة الجوانب، من ضمنها: المجال الصّحي والاجتماعي؛ كالأماكن العامة كالأحياء والتجمّعات التّي تستفيد من خدمات المتطوّعين بالتنظيف والتنظيم والإشراف على غيرها من الفعاليات الثقافية المفيدة، كالتشجير وزيارة المستشفيات والمدارس والمناطق النائية؛ لإمدادهم بما يحتاجون، والحِرص على الحضور في المناطق المُتضررة جرّاء حروب أو كوارث للإسعاف أو الإعانة أو المؤازرة.
وكل هذه الحقول المتنوّعة التّي تختلف حسب الحاجة للالتحاق بها تنعكس في آثار جميلة على نفس الإنسان، أوّلها نيل الأجر والثواب من اللّٰه تعالى، وما أجمله من فخر نيل رضى اللّٰه سُبحانه وتعالىٰ.
في تعويد الجسم على الشّغل؛ استدراج لقيمة الصّبر على مشاق الأعمال وابتعاد عن كسل وخمول اللّذان يُصاحبان الفراغ والجلوس دون أيّ فعل؛ وبالتالي كسب فائدة إشغال النّفس عن توافه الأمور وعن أيّة أفكار سيّئة وسوداوية خاصّة في فترة المراهقة، واستغلالاً للوقت الذي غالباً ما يضيع هباءً -سواءً في الحياة الواقعية أو المنصات الافتراضية- فامتلاء اليوم بالمهام يصقُل المَهارات لأحسِنها وإن قلّت، والتعمّق داخل المنظّمات التطوّعية يشدّ بقوّة أواصر ومتانة الرّوابط الاجتماعية، بالخروج الميداني لرؤية الواقع الحقيقي في الشوارع ومعرفة ظروف الناس للتخلّص من صفة الشّكوى المتكرّرة من الحال التّي يقع فيها المرء أحياناً، ونتيجة ذلك تعلّم المسؤولية لتكوين شخصية ناضجة.
إنّ استثمار الطاقات الشبابية في مواقع ريادية ذات صدى خيري هو من أهمّ ما يجب على أولياء الأمور والمسؤولين فعله وتفعيله للظّفر بجنى مُثمر في الأمّة تأطيراً وتوجيهاً لهم في الطرق الصّحيحة، ولكي تنعكس هذه المآثر إيجاباً في تصرّفاتهم وتزهو إنجازاتهم في فرح غيرهم وتبقى أثراً جميلاً بعد رحيلهم.
.

تنويه:

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط، وليس بالضرورة عن رأي المشروع أو الصفحة.

مشاركة المقال