أصبوحة 180

لأن القراءة ضرورة وليست هواية

جريمة قتل في المؤسسات التعليمية

كاتب المقال: Ïssô Ben

2022-11-21



يشهد العالم تطورات عظيمة يومًا بعد يوم؛ من أجل تيسير العيش وجعل العالم والمهام أفضل وأسهل مما كانت عليه بالأمس، وكل تطور ظهر بظهور عقل وفكرة إبداعية نشأت متجاهلة آلاف الأفكار المكررة، لتخلق لنفسها حيزا جديدا يدعى بالإبداع.

الإبداع هو تلك الأفكار الجديدة التي تطرأ، فتترجم لابتكار إذا دخلت حيز التنفيذ، ورغم كل التطورات التي صنعها الإبداع إلا أن الأنظمة التعليمية تعمل على قتله والتخلص منه.

إذ تسعى الأنظمة التعليمية بمناهجها على بتر ملكة الإبداع لدى الأطفال منذ أول يوم دراسي لهم بمحاربتها للأخطاء، والسعي دائما لأن تكون الإجابات والأفكار في الإطار الذي تحدده دون الخروج عنه، ورفض كل ما يختلف عنه ولو كان صحيحا أو يشير إلى قدرات ذهنية فائقة، وبهذا الشكل تتم برمجتهم على السير وفق الطريق دون التفكير في تعميل العقل أو السعي نحو التجديد والابتكار؛ لينتج لنا في الأخير نسخ مكررة من جيل المصانع أشباه الرجل الآلي الذي ينفذ الخطوات المطلوبة منها فقط.

هذا غير محاصرتهم بالمناهج المملة والإجبارية وتقيدهم بالإمتحانات، لتكن حصيلة الخمسة عشر سنة من التعليم شهادة جامعية مع زاد قليل جدًا من المعلومات، وانعدام الموهبة، وعزوف كبير، وكره أكبر للعلم والتعليم، في حين لو تركنا للإبداع مجالا بدل التقييد كان حب التعلم سيرافقهم حتى ما بعد التخرج.

كما تهتم المدارس في تعليمها على قتل الفكر النقدي والإبداعي، وطرح التساؤلات و الفرضيات، كل هذا سيظهر جليا لو اطلعنا على آلية تدريس منهج التاريخ على سبيل المثال، والذي يقوم على الحفظ لا التحليل والنقد، فلا تؤدي المعلومات المكتسبة الدور المرجو منها وهو الأخد بالعبر.

و في الأخير نجد أن هذه الأنظمة فشلت فشلًا ذريعًا في هدفها المتمثل في خدمة السوق الوظيفية بإنشاء نسخ تخدمه، إذ أن العالم اليوم بدأ يتخلى عن أصحاب الشهادات، متجهًا للبحث عن المبدعين العصاميين الذين خالفوا الأنظمة، وحققوا نجاحًا باهرًا عبر العصور، ليثبتوا جدارة الإبداع في خلق ما عجزت عنه المناهج التعليمية.

تنويه:

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط، وليس بالضرورة عن رأي المشروع أو الصفحة.

مشاركة المقال